ارشيف الأخبار

جامعة عجمان تشارك في مؤتمر دولي حول الطاقة والمياه وعلوم البيئة

الأربعاء, ديسمبر 16, 2015
جامعة عجمان تشارك في مؤتمر دولي حول الطاقة والمياه وعلوم البيئة

شاركت جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا في أعمال المؤتمر الدولي الرابع حول الطاقة والمياه وعلوم والبيئة، الذي تنظمه الجامعة الأمريكية في إمارة رأس الخيمة، بالتعاون مع الهيئة الدولية الكندية لتبادل المعرفة والتنمية المستدامة (IASKS)، والمنعقد خلال الفترة 15-17 ديسمبر 2015م، بورقة بحثية تحت عنوان " لماذا تعتبر الصخور الجيرية بحوض وداي البيح في إمارة رأس الخيمة أكثر الخزانات المائية الطبيعية قابلية للتنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة؟ " أعدها الأستاذ الدكتور زين العابدين رزق، عميد معهد البيئة والمياه والطاقة في الجامعة.

وقد استعرض الدكتور زين العابدين ورقته البحثية في المؤتمر اليوم، وتناولت نتائج الدراسات التي تمت على الخزان المائي الجيري في حوض وداي البيح، بإمارة رأس الخيمة خلال الفترة 1996-2015م، وذلك للإجابة على السؤال الذي تضمنه عنوان الورقة البحثية. بالإضافة إلى العمل الحقلي المكثف خلال الفترة من نوفمبر 2014م حتى يونيو 2015م، والبيانات المناخية، والدرسات الهيدرولوجية، ونتائج التحاليل الكيميائية لعدد 193 عينة مياه جوفية، وقياسات النظائر الثابتة والمشعة بالمياه الجوفية في منطقة الدراسة والتي تشمل نظائر الهيدروجين والأكسجين والكربون في 52 عينة من مياه الأمطار و 312 عينة من المياه الجوفية، والتي تم قياسها في مختبرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا في النمسا. كما تم تحليل العلاقة بين معدلات التغذية الطبيعية ومعدلات الضخ من الخزان المائي الجيري بحوض وادي البيح، ودراسة نتائج النماذج العددية التي تم إعدادها للخزان المائي بمنطقة الدراسة.

أوضحت نتائج الدراسة أن منطقة حوض وادي البيح تستقبل معدل أمطار سنوي يبلغ 155 ملليمتر، والذي يزيد عن معدل االمطر السنوي بدولة الإمارات العربية المتحدة الذي يبلغ 119 ملليمتر، كما أن معدلات الأمطار السنوية الأكثر من 400 ملليمتر هي معدلات مألوفة في منطقة الدراسة. كما تبلغ النسبة السنوية لتغذية المياه الجوفية 9% (6.7 مليون متر مكعب) من كمية الأمطار السنوية الكلية التي تسقط على حوض وادي البيح (74 مليون متر مكعب). هذه النسبة زادت إلى 13% (17.6 مليون متر مكعب) بعد إنشاء سد وادي البيح عام 1982م.

من ناحية أخرى، أكدت الدراسة انخفاض متوسط الضخ السنوي من الخزان المائي الجيري بمنطقة الدراسة من 9 مليون متر مكعب خلال الفترة 1991-1995م، إلى 4.5 مليون متر مكعب خلال الفترة 2010-2014م، بالتزامن مع إنشاء عدد من محطات التحلية في مناطق البريرات والحمرا والرفاق وغليلة والنخيل، ودخولها الخدمة بطاقة إجمالية تبلغ 93 ألف متر مكعب في اليوم.

تلك الظروف انعكست إيجابا على الخزان المائي الجيري بحوض وادي البيح حيث ارتفع منسوب الماء الجوفي بنسب تتراوح بين متر واحد في منطقة البريرات و 16 متر بالمنطقة المجاورة للسد الرئيسي في حوض وادي البيح، كما انخفض متوسط تركيز الأملاح الكلية الذائبة في مياه الخزان المائي الجيري من 2,122 ملليجرام في اللتر بحوض وادي البيح و 3,901 ملليجرام في اللتر في منطقة البيريرات خلال الفترة 1991-1995م، إلى 1,497 ملليجرام في اللتر بحوض وادي البيح و 2,145 ملليجرام في اللتر بمنطقة البريريات خلال الفترة 2010-2014م. أي أن بنسبة انخفاض تركيز الأملاح الكلية في المياه الجوفية  بين الفترتين في منطقة الدراسة قد تراوحت بين 30% في حوض وادي البيح و 45% في منطقة البريرات، كنتيجة مباشرة لانخفاض معدلات الضخ من الخزان المائي الجيري في منطقة الدراسة.

الطبيعة التكهفية والتراكيب الجيولوجية التي تؤثر على الخزان المائي الجيري في منطقة الدراسة تسهم في زيادة المسامية الثانوية ومعامل التوصيل الهيدروليكي، مما يزيد من قابلية الخزان للتغذية عن طريق الأمطار التي تسقط على المنحدرات الجبلية المحيطة بحوض وادي البيح. كما أوضحت نتائج الدراسة أيضا أن درجة حرارة المياه الجوفية تتراوح بين 32.8 و 43.3 درجة مئوية، بمتوسط 36.2  درجة مئوية خلال فصل الصيف، بينما تتراوح درجة حرارة المياه الجوفية بين 36.5 و 36.4 درجة مئوية، بمتوسط 35.8 درجة مئوية خلال فصل الشتاء. كما لوحظ تزامن انخفاض تركيز الأملاح الذائبة الكلية في المياه الجوفية بالخزان المائي الجيري في منطقة الدراسة مع انخفاض درجة حرارة المياه الجوفية، مما يعزز فرضية تغذية الخزان المائي عن طريق الأمطار، ذات درجة الحرارة المنخفضة، التي تسقط على المرتفعات الجبلية المحيطة بحوض وادي البيح.

أكدت قياسات النظائر الطبيعية الثابتة في المياه الجوفية بمنطقة الدراسة أن الخزان المائي الجيري في حوض وادي البيح يتم تغذيته عن طريق الأمطار التي تسقط على ارتفاع يبلغ 1,050 متر، وهو بالفعل متوسط ارتفاع القمم الجبلية المحيطة بالمنطقة. كما دلت قياسات نظير الهيدروجين المشع (التريتيوم) أن المياه الجوفية بالخزان الجيري في منطقة الدراسة هي مياه محلية النشأه وحديثة، أي دخلت الخزان المائي خلال العقود الخمسة الماضية على الأكثر.

أشار الأستاذ الدكتور زين العابدين رزق في نهاية عرض نتائج ورقته البحثية، أن نتائج النماذج الرياضية أوضحت أن متوسط الانتاج الحالي للمياه الجوفية من الخزان المائي الجيري بمنطقة حوض وادي البيح في إمارة رأس الخيمة والذي يبلغ 4.5 مليون مكعب في السنة هو معدل ممتاز لأنه يقل عن معدل التغذية السنوية للخزان المائي عن طريق الأمطار الذي يبلغ 6.7 مليون متر مكعب، لأنه لا يتجاوز العطاء الآمن للخزان المائي موضوع الدراسة ويضمن التنمية المستدامة للخزان المائي الجيري في منطقة الدراسة لأعوام عديدة قادمة دون مخاطر.