نظمت جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا في مقرها الفجيرة مؤتمرها الثاني للعام 2009 بعنوان "تطوير تدريس اللغة الإنجليزية مواكبةً للعصر الرقمي" حضرها نواب رئيس جامعة عجمان ومدير مقرها بالفجيرة، د. حمدي الشاعر، وبعض العمداء وأعضاء هيئة التدريس إضافة إلى 235 مدرس ومدرسة لغة إنجليزية من مختلف الإمارات والمدن والمناطق التعليمية بالدولة شملت عجمان والفجيرة وخورفكان ورأس الخيمة وأم القيوين وكلباء والشارقة. وشارك في هذا الملتقى العلمي خبراء لغويون وممارسو التعليم الإلكتروني من جامعة عجمان والجامعة الأمريكية بالشارقة وكليات التقنيات العليا ووزارة التعليم والمناطق التعليمية والمجلس البريطاني وشركات بروميثين وبيرسن لنغمان وهيومن لوجيك ودبي هاوس إضافة إلى عدد آخر من الناشرين. وشملت فعاليات هذا اليوم 13 محاضرة موزعة ما بين جلسات وورش عمل متوازية.
استُهِلَّ المؤتمر بإلقاء النشيد الوطني للدولة وتلاوة آيات من الذكر الحكيم باللغة العربية وترجمة لمعانيها، عقبها كلمة معالي د. سعيد عبد الله سلمان ألقاها باللغة العربية ثم باللغة الإنجليزية نيابة عنه د. أحمد عنكيط نائب الرئيس للعلاقات الخارجية والشؤون الثقافية، نوه فيها بالدعم المتواصل لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة لمقر الجامعة بالفجيرة وتشجيعه لجميع الفاعلين التربويين والقائمين على كافة الصروح العلمية والتعليمية خدمة لنهضة الإمارة والتنمية الشاملة بالدولة تحت قيادة رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، مع تأكيده على أن الجامعة تقوم بجهود أكبر لتطوير تدريس اللغة العربية بما يتماشى مع هويتنا الإسلامية العربية ويساير المستجدات التكنولوجية وأنها ستخصص لذلك مؤتمرا خاصا على المدى القريب ريثما يتم الانتهاء من تصميم مشروع الامتحان المعياري في اللغة العربية الذي ينفذه أعضاء هيئة النهوض باللغة العربية بالجامعة التي أُسست مؤخرا في رمضان الماضي. وأضاف د. عنكيط أن اختيار موضوع "تطوير تدريس اللغة الإنجليزية مواكبة للعصر الرقمي" يأتي جاء مجاراةً للتوجه المتنامي لاستخدام التكنولوجيا الرقمية والأدوات التفاعلية الحديثة في طرائق التدريس بمختلف المؤسسات التعليمية، مشيرا إلى أن التركيز على الإنجليزية نابع من كونها لغة التدريس بمعظم البرامج والتخصصات بمؤسسات التعليم العالي، ناهيك عن كون إتقانها والحصول على شهادة الكفاءة فيها أصبح متطلبا إجباريا لكل من رغب ولوج برامج التعليم العالي، مما يعني ضرورة تجويد طرق تدريس اللغة الإنجليزية في مختلف مراحل التعليم الابتدائي والثانوي حتى يتم يكون لخريج الثانوية العامة حدا أدنى من الكفاءة في اللغة الإنجليزية يخوله اجتياز امتحان شهادة الكفاءة في اللغة الإنجليزية بسهولة، وهو ما يضاعف حجم المسؤولية على عاتق مدرسي اللغة الإنجليزية. وأفاد د. عنكيط أيضا أن الجامعة ومن خلال خطتها في طرح جميع برامجها إلكترونيا بحلول 2011 تؤمن يقينا أن تمكين المدرسين إلكترونيا وتكنولوجيا كفيل بالرفع من جودة عملية التدريس وانعكاس ذلك إيجابا على المخرجات التعليمية. وختم د. عنكيط كلمته بشكر مدراء المناطق التعليمية على تعاونهم ودعوة الحاضرين إلى زيارة معرض الكتب الذي صاحب المؤتمر.
أخذ الكلمة بعد ذلك د. ثروت السكران، عضو هيئة التدريس بالجامعة الأمريكية في الشارقة، قدم خلالها مقاربة متكاملة عن تدريس المفردات، حيث أعطى أمثلة لبعض أجوبة الطلبة عن مرادفات بعض المفردات واستعمالاتهم الخاطئة بسبب عدم الإلمام بسياق الكلمات والمترادفات اللفظية وتعدد معاني المفردة الواحدة، وموعِزا ذلك إلى مشاكل نطق الكلمات بالإنجليزية عند بعض الجنسيات العربية بالتحديد. وهو ما يؤدي، يضيف د. السكران، إلى إنتاج الطلبة لجمل وصياغات مثيرة وحرية بالدراسة السوسيولسانية.
من جهته، تحدث د. مروان الصيفي من منطقة عجمان التعليمية، عن موقف مدرسي اللغة الإنجليزية من الدورات التدريبية ودورات التطوير المهني التي يتلقونها، مشيرا إلى أن البحث الذي أجراء والذي استهدف 40 مدرس لغة إنجليزية خلُص إلى أن نتائج متباينة، فبعض المدرسين عبروا عن عدم حاجتهم إلى دورات تطوير مهني وآخرون عبروا عن عدم استفادتهم من الدورات التدريبية التي يتلقونها، واشتكى البعض الآخر من عدم تطابقها وعلاقتها بما يحتاجونه كمدرسين، فيما اعتبرت فئة أخرى من المدرسين والمدرسات أن هذه الدورات مهمة للغاية وأن المشكلة الوحيدة هي أن كثرة الأعباء التدريسية لا تسعفهم لحضور هذه الدورات. وأعربت فئة أخرى عن أنهم بحاجة إلى مدربين أكثر تأهيلا وخبرة وكفاءة. وأوصى د. الصيفي محاضرته بالقيام بدراسة دقيقة للحاجات الحقيقية للمدرسين بشكل عام ومدرسي الإنجليزية بشكل خاص، كما أوصى بتبادل التجارب في مجال التدريب والتطوير المهني فيما بين المناطق التعليمية بالدولة.
وقدمت د. كريستين كومب، عضو هيئة التدريس في كليات التقنيات العليا، عرضا عن مواصفات المدرس الأفضل والنموذج، حيث حددتها في 10 مواصفات عامة يعد توفرها مؤشرا على تميز المدرس ونجاحه في عمله وحفاظه على حماسته دون إحساس بالتذمر أو الاستنزاف. واعتبرت د. كريستين أن إشراك جامعة عجمان بالفجيرة لأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية هو أمر محمود ومرغوب لأن العملية التدريسية أشمل من الشق الأكاديمي المحض وأنها جاءت في وقتها نظرا للحديث الدائر حاليا عن تطوير تدريس الإنجليزية في خضم المستجدات التكنولوجية المتسارعة. وأضافت أن الفاعلين التربويين والقائمين عليها بحاجة إلى بذل جهود أكثر لتغيير الصورة النمطية السائدة حول المدرس والتي تعتبر تبخيسية لحقه وقدره في جزء منها. ولدى حديثها عن تقييم عضو هيئة التدريس من طرف الطالب، أفادت د. كومب أن تقييم الطالب يركز في مجمله على شخصية المدرس وليس على أدائه، مشيرة إلى أن ليس كل مدرس هو بالضرورة قادر على متواصل فعال. وأكدت د. كومب في ختام محاضرتها على ضرورة إلمام كل مدرس إنجليزية بثقافة البلد الذي يدرس فيه حتى ينجح في عمليته التواصلية مع الطلبة، مشيرة إلى أن المدرسين العرب محظوظون أكثر في هذا السياق باعتبار قرب ثقافتهم من ثقافة الدولة.
وخلال الورشات الموازية الثمانية التي عقدت بعد ذلك، استعرض مدرسو اللغة الإنجليزية في عدد من المؤسسات تجاربهم منهم أ. روزيتا أبوسماح وسريتا كومن من المجلس البريطاني تحدثا خلالها عن أهمية استخدام الأدوات التفاعلية الحديثة في تدريس اللغة من فيديو وصور وروابط إلكترونية وغيرها في خدمة تدريس الإنجليزية وجعل الطالب يستوعب بشكل أسرع نظرا لتعوده على التواصل رقميا. وتحدث م. حامد الحلواني من شركة هيومن لوجيك عن أهمية الحلول الإلكترونية في تدريس مختلف المساقات بالمؤسسات التعليمية، كما أكد أن عالم الأكاديميا يشهد ثورة تقنية بامتياز ستؤدي في نهاية المطاف إلى تبني جميع المؤسسات التعليمية لأنظمة التعليم الإلكتروني، التي لا تلغي طرق التعليم الحالية وإنما تتكامل معها.
من جانبه، تطرق أ. مجيد شرف، نائب رئيس شركة بروميثيان (Promethean) في الشرق الأوسط عن تكنولوجيا ألواح الكتابة التفاعلية، مبرزا فوائدها ومميزاتها وأهيمة استخدامها في الحقل التعليمي في هذا العصر الرقمي، واعتبرها تساعد الطلبة تحقق استفادة حقيقية للطلبة وتساعدهم على اكتساب المعلومات بطريقة سلسة وفعالة.
وقال د. أحمد دباغ، رئيس قسم الوسائط المتعددة والتطوير مواقع الإنترنت ومدير الخدمات الإلكترونية الأكاديمية في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، إن التعليم الإلكتروني باستخدام مودل (Moodle) أصبح يضطلع بدور هام في العديد من الجامعات التي بدأت بتنفيذه والعمل به ومنها جامعة عجمان التي طورت أكثر من 500 مساق إلكترونيا يتفاعل معه 5000 طالب وطالبة. وقام د. دباغ بتقديم عرض حي لطريقة التدريس من خلال هذا النظام، مستعرضا كيفية استفادة الطلبة منها والطرق الحديثة من مشاركة الملفات والمساقات بطريقة آمنة في أي وقت ومن أي مكان بواسطة شبكة الإنترنت، وهو ما ينعكس إيجابا على جميع أطراف العملية التعليمية.
وعرضت أ. جوليا ستاك، مستشارة تعليم اللغة الإنجليزية ببيرسون لونجمان (Pearson Longman) برنامج (IWB) الذي يساعد على تعليم اللغة الإنجليزية للتعليم الدراسي الأساسي من خلال الكمبيوتر وأوضحت أهمية استخدامه مع الطلبة وتميزه بطرح الدرس على الطالب كما هو موجود بالكتاب الدراسي بالإضافة إلى دعمه بالصوت والصور ومقاطع الفيديو التي تساعد الطالب على تلقي الدرس وفهمه بطريقه أسلس وأسهل، لتختم عرضها بالحديث عن إمكانية تطوير هذا البرنامج ليستخدم في التعليم المتوسط والعالي.
وفي نهاية الندوة قام أ. إيدوين ويلي ود. إبراهيم سعد، منسقا المؤتمر، بتقديم شهادات المشاركة والتقدير للحاضرين والمتحدثين، وأيضا عددا من الجوائز عبارة عن قواميس وكتب حول تعليم اللغة الإنجليزية لمختلف المراحل من شركة بيرسون لونجمان (Pearson Longman) ووعد بأن هذه الفعاليات ستتواصل بما يواكب مستجدات التعليم والتكنولوجيا.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربة المستخدم. باستخدامك هذا الموقع، فإنك توافق على شروط سياسة الخصوصية الخاصة بنا.