ندوة تقاربية حول دور الصيرفة والتمويل الإسلامي في معالجة تداعيات الأزمة المالية العالمية وأثرها على قطاع التعليم العالي

الأربعاء, مارس 18, 2009
ندوة تقاربية  حول  دور الصيرفة والتمويل الإسلامي في معالجة تداعيات الأزمة المالية العالمية وأثرها على قطاع التعليم العالي

أكد معالي د. سعيد عبد الله سلمان خلال الندوة التقاربية حول "حول دور الصيرفة والتمويل الإسلامي في معالجة تداعيات الأزمة المالية العالمية وأثرها على قطاع التعليم العالي" التي انعقدت بمجلس معاليه بالجرف في عجمان مساء الاثنين الموافق 16 مارس 2009 على دور أصحاب العلم والفكر وصناع القرار والخبراء من الحكماء والنخب الذين يجمعون ما في الهوية من أسباب قوة وما في الحداثة ما لا يناقض الهوية في مواجهة تداعيات الأزمة الحالية والحد من آثارها على التعليم. وأضاف معاليه "إننا دعونا وندعو دائماً: أصلحوا التعليم ثم أصلحوا به الميادين الأخرى"، وأشار إلى أن شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا تتمتع ولله الحمد بوضع مالي واستثماري جيد انعكس في تحسين أوضاع منتسبيها من أعضاء الهيئتين الإدارية والتعليمية بزيادة المرتبات بنسب زيادة تراوحت بين 65% و 100%، بينما في المقابل لا تزال الرسوم الدراسية التي تمثل المصدر الأساسي للدخلمنذ تأسيس شبكة جامعة عجمان أقل من مثيلاتها في الجامعات المناظرة. وأضاف معاليه بأن وضع مؤسستنا الجيد في الماضي والحاضر لا يصرفنا عن استشراف المستقبل بكثير من الجدية والرصانة والمنهجية مع كل الاحتمالات والتوقعات حتى لا نترك مجالاً للصدفة لنا وللجامعات الشقيقة الأخرى بنوعيها الحكومي والخاص داخل الدولة وخارجها وحتى أيضاً مؤسسات التعليم العام من مدارس وكليات الكوادر الوسطى الرصيفة.

أضاف معالي د. سعيد سلمان أن نجاح شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا يرجع إلى تكاملية الرؤية التي قامت عليها شبكة عجمان منذ نشأتها ككلية جامعة في عام 1988 ثم جامعة في 1997، فشبكة جامعية ذات أبعاد ثلاثة تشمل: التعليم والمعلومات والاستثمار.  تلك الرؤية بدأت فكراَ ثم جُرِّبت في مراحل زمنية مختلفة حتى آتت أكلها حصاداً عملياً ملموساً على أرض الواقع في التدريس والبحث والتدريب وتبادل الخبرات والممارسة بأقل كلفة دون هدر أو إسراف وفي أسرع وقت وبجودة في تنامي مستمر لأن .

أشار معالي د. سعيد سلمان إلى أنه قبل انطلاقة شبكة جامعة عجمان كان يفكر في تأسيس بنك إسلامي يقوم بإنشاء مؤسسة أكاديمية ومؤسسة معلوماتية ولكن الظروف حالت دون ذلك، مما أدي إلى تأسيس جامعة عجمان كمؤسسة أكاديمية ولكنها ذات أبعاد معلوماتية واستثمارية. لذا فشبكة عجمان ليست مؤسسة تعليم تقليدية ولكنها شبكة تتكامل فيها الأبعاد الثلاثة: التعليم والمعلومات والاستثمار. ولعل نجاح الرؤية الاستراتيجية التي قامت عليها الشبكة وتحقيق الجودة النسبية في البعد المعلوماتي التقني قد أوجد أرضية خصبة لإنشاء بنك متميز يُغطَى فيه ما يحتاجه العنصر البشري من تعليم وبحوث وتدريب وخبرات والممارسة. وأشار معالي د. سعيد سلمان إلى رغبته في تأسيس منظومة اقتصاد إسلامي في منطقة اليورو وتحديدا في برلين حيث تمت خلال الفترة الماضية بحوث ودراسات وزيارات لفرق بحث وعمل كُلِفَت ببحث المشروع والتعرف على المجالات التي يمكن تقديمها من خلال بنك إسلامي وشركة تأمين تكافلي وفنادق ونُزُل ومطاعم تلتزم بالمعايير الشرعية.

أثنى معالي د. سعيد سلمان على الجهود الطيبة والعون الصادق الذي وجده من صاحب السمو الشيخ حميد بين راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، منذ تأسيس شبكة عجمان ككلية جامعية في عام 1988 حتى الآن، وأشار معاليه أن جهود أولياء الأمر في إمارة عجمان قد تكللت بتأسيس مصرف عجمان، كما توجه بالشكر أيضاً إلى فضيلة أ.د. حسين حامد حسان و د. محمد عبد الرزاق الصديق من هيئة الرقابة الشرعية في مصرف عجمان و أ.د. خالد المذكور و د. عبد الحميد البعلي في اللجنة الاستشارية العليا للعمل على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية بالديوان الأميري بدولة الكويت.  

أكد معالي د. سعيد سلمان على أهمية موضوع هذه الندوة التقاربية وتوقيتها الذي يتزامن مع ما يشهده العالم الآن هزات وأزمات تعصف به وتؤثر بكل مناحي الحياة في مجتمعاتنا المحلية، شئنا أم أبينا. وأضاف أن قطاع التعليم العالي بنوعيه الحكومي والخاص ليس بمنأى عن هذه الأزمة الطاحنة.

وفي إطار البحث عن حلول دعا معالي د. سعيد سلمان إلى تشخيص المرض حتى يكون الدواء شافياً. ومن بين الأسباب الكثيرة للأزمة الحالية خص معاليه بالذكر الأسباب الأخلاقية والقيَميَّة، فلو كانت الأسباب نقية وطاهرة لأصبح المال والاقتصاد كذلك، بغض النظر عن النظم اشتراكية كانت أم رأسمالية، إنما العيب في الفاسدين المفسدين الذين أوصلوا العالم إلى ما وصل إليه الآن. ولكن الوضع الإقتصادي الراهن لن يستمر بمثل هذا السوء، وإنما هي هزةَّ لا تلبث أن تزول. وأعطى معاليه تشبيها بليغاً للنظامين الاشتراكي والرأسمالي بالسفينة التي غرقت، فالنظام الاشتراكي مثل الوردة التي ذبلت نتيجة المبالغة مما أدى إلى جوع الناس، أما النظام الرأسمالي فمثل الشمعة التي اشتعلت في بئر نفط فاحترقت وأحرقت كل ما حولها. وأضاف معاليه أن النظام المالي الإسلامي هو سفينة الاعتدال التي تجمع مزايا النظامين الاشتراكي والرأسمالي وتحمل الحلول للمشاكل التي يشهدها العالم الآن.

كرر معالي د. سعيد سلمان دعوته إلى دور أكبر للحكومات في حماية مؤسسات التعليم العالي الخاص والحكومي من تداعيات الأزمة المالية العالمية من منطلق أن هوية التعليم واحدة، وهي الدعوة نفسها التي أطلقها معاليه في محاضرته حول "التعليم الأهلي بدول مجلس التعاون: التحديات والفرص" التي عُقِدَت بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بالرياض في المملكة العربية السعودية في 2 مارس الجاري.

في كلمته الدقيقة الموجزة أشار فضيلة أ.د. خالد المذكور رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية بالديوان الأميري بالكويت إلى أن العالم أصبح قرية صغيرة وأن الجميع يؤثر ويتأثر بما يجري. وثمَّن فضيلته العلاقة التي تربطه بمعالي الدكتور سعيد عبد الله سلمان رئيس شبكة الجامعة.

واستعرض فضيلته دور اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية بالكويت في إدخال تعديلات إلى البنوك الإسلامية القائمة مثل بنك التمويل الكويتي وبنك بوبيان والبنك العقاري الذي تغير اسمه الآن إلى البنك الدولي، وأشار إلى أنه منذ باشرت الهيئة عملها زادت الطلبات المقدمة لإنشاء بنوك إسلامية، كما تناول فضيلته بالحديث أيضاً شركات التأمين التكافلي.

أكد فضيلة أ.د. خالد المذكور أن رؤية معالي د. سعيد عبد الله سلمان رئيس شبكة جامعة عجمان في أبعادها الثلاثة: التعليم والمعلومات والاستثمار وخبرته في التعليم العام والخاص تمثل نموذجاً يُحتذى في تلاحم تلك الأبعاد وفق أطر الشريعة الإسلامية.

وفي موضوع الندوة، نوه فضيلة أ.د. خالد المذكور إلى أن الأزمة المالية العالمية الحالية أصبحت مثل كرة الثلج وأكد فضيلته أن ضخ المليارات في البنوك والأسواق لن يحل المشكلة حيث أن الحل يكمن في التأصيل وليس في معالجة التداعيات. لذا فقد أصبح الاقتصاد الإسلامي الآن ملء السمع والبصر. وأشار فضيلته إلى محاضرة ألقاها في جامعة هارفارد بولاية بوسطن الأمريكية جعلت الخبراء هناك يتحدثون عن الاقتصاد الإسلامي كالكنز المفقود، كما ذكر فضيلته النية في افتتاح فرع عريق للعمل الإسلامي في فيينا بالنمسا. ولكنه أكد أن قواعد النظام المصرفي الإسلامي مازالت تحتاج إلى تأصيل وتثبيت في كثير من الأمور.

أوضح فضيلة أ.د. خالد المذكور بين الإسلام والغرب في النظرة إلى المال، فالإسلام ينظر إلى المال أنه مال الله وأن الإنسان مُستَخلف في هذا المال، وأن المال يجب أن يُوظَّف في خدمة الإنسان وإعمار الكون وأن يدخل في تعاملاته الأخلاق والتعليم وحسن السلوك. كما أن القاعدة تتمثل في تحريم الربا والقناعة والرضا كفطرة جماعية. فإذا اقتنع الغرب بما نؤمن به نحن أصلً فسوف تجد الأزمة طريقها إلى الحل. في المقابل، أشار فضيلته إلي أن هناك مؤسسات إسلامية تضم بعض المصارف والشركات صار فيها تنافس غير شريف قد أدى إلى التناحر والتباغض، كما أن الرقابة الشرعية لها بعض الهنات. لذا وللإصلاح يجب أن يكون هناك اتحاد يعمل على تلافي هذه السلبيات.

أوجز فضيلته الحل في إدارة عليا للرقابة الشرعية تعنى بالأبعاد التعليمية والاجتماعية. أما الزكاة فهي الركن الثالث من أركان الإسلام، والوقف الذي تستثمر أمواله وتعود استثماراته على المجتمع في هيئة صناديق تهتم بالصحة والتعليم واليد العاملة ومساعدة الطلاب، وعلى صعيد الدول يجب أن يكون هناك تكامل ولا يتم تقسيم الدول إلى نفطية وزراعية مما يؤدي إلى الفساد والجشع والانفراد. واختتم فضيلة أ.د. خالد المذكور كلمته بالقول أن اللجنة الاستشارية في الكويت أصبحت بمثابة لجنة حكما يستفاد منها داخل الكويت وخارجه.

سعادة أ.د. عبد الحميد البعلي قدم ورقة عمل رائعة أوجزها في عبارة "أمة مقتصدة تملك برنامجاً متكاملاً للإصلاح. وجه معالي د. سعيد سلمان بأن تطرح مرة ثانية اليوم الثلاثاء الموافق 17 مارس على منتسبي شبكة الجامعة والطلاب في قاعة الشيخ زايد للمعارض والمؤتمرات.

قدم سعادة الأستاذ أيمن أحمد نائب الرئيس التنفيذي لشؤون التخطيط الاستراتيجي لمجموعة البركة المصرفية كلمة نيابة عن سعادة الأستاذ عدنان يوسف الرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية، تحدث فيها عن أسباب الأزمة وتداعياتها وسبل علاجها، كما تحدث سعادته أنشطة مجموعة البركة المصرفية في البحرين والمنطقة العربية.