جامعة عجمان تنظم ندوة تقاربية حول "العمل التطوعي ودوره في التنمية"

الأربعاء, فبراير 02, 2011
جامعة عجمان تنظم  ندوة تقاربية حول

 بمناسبة الذكرى العاشرة للسنة الدولية للعمل التطوعي، وتحت رعاية صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، نظمت جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا ندوة تقاربية حول "العمل التطوعي ودوره في التنمية" في  قاعة الشيخ زايد للمؤتمرات، افتتحها معالي الدكتور، سعيد عبد الله سلمان، الرئيس الأعلى للجامعة، بمشاركة معالي سعيد محمد الرقباني، المستشار الخاص لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس حاكم الفجيرة، ورئيس مجلس إدارة جمعية الفجيرة الخيرية، والدكتور كامل إدريس، المدير العام السابق للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، والدكتور سمير قاسم فخرو، مستشار مجموعة وفاء لبناء القدرات وتنمية الإنسان الفلسطيني، ولفيف من العلماء والخبراء والمهنيين، ونواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات والأساتذة والإعلاميين وممثلي الجمعيات الخيرية ومؤسسات النفع العام والمهتمين بالعمل التطوعي من داخل دولة الامارات العربية المتحدة وخارجها.

وأقيمت على هامش الندوة العديد من الأنشطة شاركت فيها الجمعيات الخيرية والاجتماعية ومؤسسات النفع العام، اشتملت على إقامت معارض للمطبوعات والمنشورات المتعلقة بأنشطة العمل التطوعي والجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية.

وأكد الدكتور سعيد سلمان في كلمته أن الدافع الذي يجمعنا اليوم هو تسليط الضوء على العمل التطوعي ودوره في تنمية الفرد وبناء قدراته مهنياً ومادياً، والتنسيق بين الأنشطة التطوعية في جامعة عجمان والمؤسسات الأخرى من منطلق تكاملي، وإبراز الأنشطة التطوعية التي تقوم بها كيانات ووحدات المرجعيات الأساسية بشبكة جامعة عجمان، ومنها أنشطة جمعية الخريجين ووكالة التدريب والتوظيف، والأنشطة التطوعية لكلية طب الأسنان، وعمادة شؤون الطلب، من خلال اجتماع الخبراء والمختصين والمهتمين بقضية العمل التطوعي للتداول والنقاش والحوار،  بهدف الوصول إلى أنجع السبل لتناول قضية العمل التطوعي وتقديمها بشكل علمي تكاملي منهجي  يحقق أثره التنموي مجتمعيا.

وأكد رئيس جامعة عجمان "إننا عندما نتكلم عن جامعة المستقبل، نجدها تدور حول الأبعاد الثلاثة: التعليم والمعلومات والاستثمار، وبذلك يجب أن نخرج الجامعة من مفهوها التقليدي وأن نكسر الحاحز ونجعل الجامعة تدرس وتعلم المهارات وتدرب". وأضاف الدكتور سعيد سلمان: "نحن لا نبالغ ونقول أننا نطبق 100%، إلا أننا نرتقي ونتطور. لابد أن ننطلق من هذه الشبكة لنتسابق مع الآخرين ولدينا أخوة خبراء يساعدوننا على تحقيق ما نطمح إليه".

 وشدد معالي الدكتور سعيد عبد الله سلمان على ضرورة استثمار المخزون الفكري المحلي في التعليم والتدريب، مؤكدا أن الكلام الذي نتفق عليه يجب أن لا يبقى كلاما، وإنما نحوله إلى ممارسات تطبيقية.

ثم تحدث معالي سعيد محمد الرقباني الذي أثنى على الجهود الكبيرة لمعالي رئيس  جامعة عجمان في إشاعة الوعي المجتمعي ودعم العمل الخيري التطوعي، وتطرق إلى دور العمل التطوعي في التنمية مشيراً إلى أن العمل التطوعي يؤثر بشكل إيجابي على الفرد والأسرة والمجتمع، فضلا ً عن أنه يشجع على التكافل الاجتماعي ويرسخ القيم الاجتماعية، مُعرفا التكافل الاجتماعي على أنه الجهد الذي يبذله الفرد بلا مقابل لخدمة المجتمع.

وأضاف قائلا: "إن العمل الخيري والتطوعي بدولة الامارات ليس بالأمر الجديد ، فقد أولى صاحب السمو الشيخ زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، العمل الخيري جل اهتمامه وشرع له القوانين وأقام المؤسسات التي ترعى أنشطته المختلفة، لذلك فإن الإمارات كانت سباقة في تنمية مهارات القائمين على العمل التطوعي لتنمية الأسرة وتمكينها لتكون قادرة على العطاء وخدمة المجتمع".

أما الدكتور كامل إدريس، المدير العام السابق للمنظمة العالمية للملكية الفكرية بجنيف، فيرى أن الطريق إلى التنمية الشاملة والمستدامة لابد أن يمر بالتدريب وتنوع المهارات والمواهب وتطويرها، مركزا اهتامه على ضرورة إعطاء حوافز مادية ومعنوية للقائمين على العمل التطوعي والأعمال الخيرية، لكي لا تكون هذه الشريحة المهمة مهمشة، واستطرد قائلا: "إذا أردنا أن نستثمر الطاقات فلابد أن نهتم بالاطار التنظيمي، لأنه يشكل نقطة الإرتكاز لمواطن النجاح والفشل في أية مؤسسة." كما أكد على مفاهيم الشفافية والتقييم والتقويم باعتبارها مرتكزات أساسية للتنمية.

ومن جانبه تطرق الدكتور سمير قاسم فخرو، مستشار مجموعة وفاء لبناء القدرات، إلى أهمية الوقود الحي المتجدد للتنمية المستدامة، مركزا على كيفية الاستفادة من الفشل لتحقيق النجاح، والتغلب على الصعوبات والمعوقات ، مشيرا إلى أهمية الارتباط بين العقل والقلب لكي نجعل الانسان يتحسس الأخطاء ويتعض من أخطاء الغير لإصلاح الذات، كما أكد على عدم الاستهانة بالخصوم مشددا على الكيفية التي نحولهم بها إلى أصدقاء، وأهمية ذلك للأعمال التطوعية الخيرية، سيما وأن العمل التطوعي يورث حب الخير ومساعدة الآخرين دون انتظار الفائدة، وخلص إلى القول: "النفوس النظيفة هي الوقود الحي للتنمية، ولابد أن نبني الشخصية على مكارم الأخلاق".

ثم تطرق الدكتور عبد المعز حريز، عضو مجلس إدارة مجموعة وفاء لبناء القدرات وتنمية الإنسان الفلسطيني،  إلى أهمية الإبداع في العمل التطوعي من خلال استعراض نماذج تطبيقية لمجموعة وفاء في دعم الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارجها عن طريق تقديم المنح والقروض لبناء الإنسان الفلسطيني وتغيير ثقافته باتجاه تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلالة إقامة المشاريع الصغيرة لتنمية الدخل الأسري، وتوفير فرص العمل ومقاعد الدراسة لأبناء الشعب الفلسطيني في كافة المناطق التي يسكنها.

وتحدث بعد ذلك علي عبد الله الدباني، العضو المؤسس لجمعية متطوعي الإمارات، مؤكدا على نشأة وتطور العمل الخيري والتوعوي بدولة الإمارات، وشرح أمثلة واقعية تجسد العمل التطوعي في سلوك الشعب الإماراتي، كونه ترسيخ للقيم الدينية والاجتماعية لهذا المجتمع، وطرح أمثلة تؤكد أهمية القدوة في نشر الوعي التطوعي بين أبناء المجتمع.

ما الأستاذ إيهاب داود المحتسب فقد ركز في كلمته على تطبيق المشاريع الخيرية آلياً باستخدام شبكة الانترنت والتعامل مع المتبرعين والمستفيدين من خلال مواقع الشبكة، سواء ما يتعلق بتقديم القروض أو بعرض الشروط المتعلقة بالتبرع والاستفادة والإطلاع على المشاريع الخيرية وطرق الاستفادة منها.

وكان آخر المتحدثين الدكتور أنس التكريتي الذي استهل حديثه بالشكر والعرفان لجامعة عجمان، التي تخرج منها وعاصر نشأتها الأولى. وقد تحدث بعد ذلك للحاضرين عن كيفية تحول الأحلام إلى واقع يبعث البهجة في النفوس قائلا: "بعد 18 عاما فارقت فيها جامعة عجمان هالني ما رأيت، عندما وجدت الأحلام التي راودت معالي الدكتور سعيد عبد الله  سلمان تحققت، بفعل جهد وإصرار هذا الرجل، الذي لايعرف المستحيل، عندها علمت أن ليس هناك مستحيل." وقد وضع مقارنة واقعية بين تجربة العمل التطوعي في بريطانيا التي يعيش فيها حاليا والمنطقة التي نشأ وتعلم فيها، خلص منها إلى أن ليس في بريطانيا من فرد إلا ويساهم في هذا القطاع نتيجة للوعي الاجتماعي بأهمية العمل التطوعي، أما في منطقتنا فقد اعتمد العمل التطوعي على أنشطة محدودة وقطاعات معينة، "لذلك أقول علينا أن نعرّف المصطلحات ونخطط لوعي جديد، يمكننا من صناعة بيئة تطوعية ننمي فيها الوعي التطوعي."

وتخلل أعمال الندوة عروض وأفلام وثائقية قصيرة من شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا تعكس أنشطة وفعاليات وإسهامات الجامعة المتنوعة في العمل التطوعي والأعمال الخيرية، ثم فتح باب النقاش لأسئلة الحضور من المهتمين بالعمل التطوعي ومداخلاتهم .