بتوجيه من سمو الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط، أطلقت الدائرة مشروع الخريطة المائية للإمارة وذلك بالتعاون مع جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا وجامعة بوسطن الأمريكية، لنشر الوعي بين قاطني الإمارة، والتعريف بمصادر المياه، والحفاظ على المياه الجوفية، وعدم استغلالها بما يؤثر سلبا على أشكال الحياة فيها.
وأشار المهندس خالد معين الحوسني، المدير التنفيذي لقطاع الصحة العامة والبيئة بدائرة البلدية والتخطيط، إلى أن الدائرة كانت قد أبرمت اتفاقية شراكة مع جامعة عجمان لإجراء دراسة بيئية ومائية شاملة لإمارة عجمان في أكتوبر 2010 ، بهدف إعداد خريطة مائية للإمارة، ودراسة البيئة البحرية ومصادر التلوث، ولتدريب كوادر إدارة الصحة العامة والبيئة، وللتعاون في مجالي البحوث والدراسات المائية والبيئية، ولدعم برنامج هندسة المياه الجوفية وإدارة الموارد المائية الذي يطرحه معهد البيئة والمياه والطاقة بجامعة عجمان.
جاء هذا خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد مؤخرا في مقر الدائرة، بحضور الدكتور زين العابدين السيد رزق، عميد معهد البيئة والمياه والطاقة بجامعة عجمان، وعدد من الإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام المحلية بالإمارة، حيث تم الإعلان فيه عن إطلاق مشروع الخريطة المائية للإمارة، التي تهدف إلى تعريف المختصين بمواقع الآبار التي تتوفر فيها المياه الجوفية كمصادر مياه للشرب والري فيها، وللحفاظ عليها من الجفاف، والحد من استنزاف المياه فيها.
وأضاف المهندس الحوسني، بأن هذا المؤتمر الصحفي يهدف إلى التعريف بأوجه التعاون بين معهد البيئة والمياه والطاقة في جامعة عجمان، وبين مركز الاستشعار عن بعد وأبحاث الفضاء بجامعة بوسطن، بالتنسيق مع البروفسور فاروق الباز، الخبير البيئي العالمي في إعداد المشروع كثاني مشروع بيئي لمركز أبحاث الاستدامة، والذي بدأ تنفيذ مشاريعه قبل شهرين ضمن توصيات مؤتمر عجمان الدولي للبيئة في دورته الثانية، الذي بدأ تنفيذها في مختلف المجالات البيئية حرصا على مخزون المياه الجوفية، بما يتماشى مع الخطة الاستراتيجية للإمارة 2020-2021، والمتمثلة في تطوير السياسات والأنظمة اللازمة للحفاظ على سلامة البيئة والصحة العامة والمظهر الجمالي للإمارة، لافتا إلى أن المحاور التي طرحت تعد مهمة ومفصلية وضمن اختصاص الإدارة وهي معنية بالبيئة أيضاً لتركيزها على إجراء دراسة بيئية ومائية شاملة لإمارة عجمان.
واستعرض الدكتور زين العابدين السيد رزق، عميد معهد البيئة والمياه والطاقة بجامعة عجمان، مقترح الخريطة المائية، والجدول الزمني المقترح للتنفيذ، والذي يشمل العمل الحقلي خلال الأشهر المقبلة على أن ينجز في سبتمبر 2014 ، ويصبح في حيز التنفيذ مطلع العام المقبل 2015.
وذكر الدكتور زين العابدين أنه تم إجراء التحاليل الكيميائية والبكتريولوجية في مختبرات إدارة الصحة العامة والبيئة، وشملت أكثر من 100 بئر جوفي في مختلف مناطق الإمارة بما فيها مصفوت والمنامة، كما تم قياس المعاملات الهيدروليكية للخزانات المائية في مختبرات معهد البيئة والمياه بجامعة عجمان. وسوف تشارك وحدة الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن بالتعاون مع دائرة البلدية والتخطيط بفاعلية في مسح الخرائط وترقيمها وإعداد الخريطة المائية والخرائط المصاحبة لها.
وأشاد الدكتور رزق بالتعاون البيئي المتميز مع دائرة البلدية من أجل إطلاق مشروع الخارطة المائية للإمارة، بما يساهم في النهوض بالبيئة، وتطوير إدارة الموارد المائية بالإمارة على أسس علمية حديثة وعصرية. مؤكدا على أن الجامعة تحرص على تشجيع البحث العلمي والدراسات البحثية التي تخدم الطلبة والخبراء والباحثين، معرباً عن شكره للدائرة على مبادرتها العلمية التي تمثل حرصها على حماية البيئة والمساهمة في نشر الوعي البيئي.
وعن إمكانيات الاستفادة من هذه الخريطة، قال الدكتور زين العابدين إن الإمارة قد أصدرت مؤخرا اللوائح التنفيذية لقانون استغلال المياه الجوفية. وبلا شك أن هذه الخريطة ستوضح لنا أماكن تواجد المياه في الإمارة، ومواردها، ونوعيتها، والخزانات المائية الموجودة، والعوامل التي تؤثر على مصادر المياه الجوفية، وبالتالي فالخريطة ستوفر لنا حشد من المعلومات تحدد في مجملها طبيعة ومصادر هذه المياه واستخداماتها، إلى جانب أنها ستمكننا من منح التراخيص لحفر الآبار التي يجب ان تتم بمواصفات خاصة.
وتابع قائلا : " إن الخريطة المائية هي عبارة عن مجموعة من الخرائط تتكون من خريطة طبوغرافية، وخريطة مناخ وجيولوجيا وخريطة الخزانات المائية، وكذلك خريطة توضح نوعية المياه ويتم وضعها فوق بعضها البعض بعد تحويلها الى خرائط رقمية بحيث تشكل صورة واحدة لتخرج لدينا خريطة مائية متكاملة."
وأشار الدكتور زين إلى أن أعماق ومناسيب المياه في إمارة عجمان، والتي تنقسم الى ثلاث مناطق جغرافية غير متصلة، هي مصفوت والمنامة وعجمان متفاوتة فيما بينها، مؤكدا على أن مياه منطقة مصفوت، والتي يزيد عمقها عن 100 متر، تعتبر الأجود في الإمارة، تليها منطقة المنامة التي يصل أعماقها إلى 30 مترا، وأقلها جودة في منطقة عجمان التي يصل فيها عمق المياه إلى أربعة أمتار، وذلك لقربها من الخليج وبعدها عن مناطق تغذية المياه الجوفية عن طريق الأمطار.
وأوضح أن نصيب الفرد في الإمارات من المياه الطبيعة يبلغ 160 مترا مكعبا في السنة، في حين أن خط الفقر المائي يصل، إلى 10000 متر مكعب في السنة للفرد الواحد بحسب المعايير العالمية، وهو ما يفسر اعتماد الدولة على تحليه المياه لسد العجز في مصادر المياه الطبيعية.
وعن دور المعهد في هذه الدراسة وطبيعة تعاونه مع دائرة البلدية والتخطيط، بيّن الدكتور زين بأن الجامعة قامت بتنفيذ الدراسة، حيث يوجد لدينا برنامج ماجستير هندسة وإدارة المياه الجوفية ويضم 15 طالبا وطالبة، وهم يعملون على مناطق مصفوت والمنامة وعجمان، وقد تمكنوا خلال عامي 2007 - 2008 ، والأعوام التي بعدها من جمع عينات مختلفة من مناطق عجمان تعرفنا من خلالها على مناطق المياه في عجمان ومدى جودتها. ولكن النتائج التفصيلية لهم تمت بعد استكمال التحاليل والقياسات وإعداد الخريطة المائية، بالتعاون مع المختبرات الحديثة، ووحدة استشعار عن بعد بالدائرة، وهذا بالتأكيد وفر الكثير من تكلفة الدراسة التي قد تزيد عن 250 ألف درهم، حيث يمكن لنا تحليل العينات التي نجمعها من مناطق الإمارة بدلا من إرسالها إلى خارج الدولة.
وحول تعاونهم مع مركز الدكتور فاروق الباز قال الدكتور العابدين "إن تعاوننا مع مركز الدكتور فاروق الباز سيوفر علينا الكثير من الوقت، كونه يعمل على هذه القضية منذ 30 عاما، وقد تمكن خلالها من تكوين جيل من الخبراء، إلى جانب أن لديه صور الأقمار الصناعية التفصيلية لكل مناطق العالم بما فيها الإمارات، حيث قاموا في السابق بدراسة عامة للإمارات الشمالية، وبالتالي فهذه الصور ستمكننا من تحديد مواقع الآبار في الإمارة وتصنيفها، إما منتجة أو غير منتجة أو ملوثة، إلى جانب أنه يمكننا من معرفة المناطق الواعدة، وكذلك المناطق التي لا يوجد فيها مياه أصلا، وعلى ضوئها يمكن لنا منح التراخيص."
وعن مدى الاستفادة من بنبوءات الأرصاد الجوية في إعداد الخريطة المائية قال الدكتور زين العابدين: " نحن نحاول في دراساتنا المائية الاستفادة من كل معلومة تصلها أيدينا، وبلا شك أن المناخ عامل مهم يؤثر على المياه، ومن أهم عناصره الأمطار ومعدلات التبخر، ولدينا حاليا معلومات كاملة وشاملة جمعت من 60 محطة داخل وخارج الإمارة منذ عام 1960."
وأكد أن النتائج التي ستصل إليها الخريطة المائية ستكون مثيرة، حيث سيتم الاعتماد عليها في عمليات حفر الآبار واستغلال المياه الجوفية في عجمان على أسس علمية على المدى البعيد بما يخدم مستقبل الإمارة في حماية المياه الجوفية والحفاظ على البيئة.
هذا وقد تخلل المؤتمر الصحفي مناقشات عدة، واستفسارات حول محاور المؤتمر والتي أجاب المهندس الحوسني والدكتور زين العابدين على استفسارات الإعلاميين حول ذلك .
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربة المستخدم. باستخدامك هذا الموقع، فإنك توافق على شروط سياسة الخصوصية الخاصة بنا.