استمرارا للزيارة التي قام بها د. سعيد عبد الله سلمان، الرئيس الأعلى لجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، في سبتمبر 2009 إلى الصين، قام وفد للجامعة بزيارة عدد من الجهات كان من بينها جامعة بكين للطب الصيني مَثَّلَها من جامعة عجمان فريق الطب التكميلي. والتقى فريق البحث والعمل من جامعة عجمان خلال هذه الزيارة بالدكتورة دانيينغ زهانغ، نائبة مدير قسم التعاون الدولي بجامعة بكين للطب الصيني، وعدد من الأطباء وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة. وقال د. سمير بلوخ، رئيس وفد جامعة عجمان إلى الصين، إن اختيار هذه الجامعة ضمن محطات برنامج زيارة وفد الجامعة إلى الصين جاء بناء على توجيهات د. سعيد سلمان بالتعامل مع بيوت الخبرة أينما كانت وجامعة بكين للطب الصيني هي إحداها باعتبارها من أولى الجامعات المتخصصة في الطب الصيني ولها سجل حافل بالعطاء في هذا المجال حيث تخرج من البرامج التي تطرحها (21 دكتوراه و26 ماجستير) حوالي 30 ألف خريج أجنبي من 87 دولة من بينها دول عربية ورفدت ما يزيد عن 60 دولة بثلاثة آلاف عضو هيئة تدريس للإفادة من خبراتهم في التدريس والبحث العلمي والممارسة، عدا مبادراتها الخارجية في تأسيس عدد من مراكز الطب التكميلي في ألمانيا وأستراليا وأمريكا وأفريقيا وغيرها. وخلال كلمتها لأعضاء وفد جامعة عجمان، قالت د. دانيينغ زهانغ إنها زارت الموقع الإلكتروني لجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا ورأت أنها جامعة كبيرة لها وزن خاص في الإمارات والعالم العربي بشكل عام، مبدية رغبتها في التعاون من خلال برنامج تبادل تدريب طلبة وباحثين ممن يرغبون في الاستزادة من موضوع الطب الصيني والاطلاع على تجربته وممارساته بالجامعة. وأفادت د. دانيينغ أن جميع طلبة الطب والصيدلة بالصين يدرسون الطب التكميلي والطب التقليدي لمدة نصف سنة على الأقل خلال مسيرتهم الدراسية بالجامعة وتحدثت عن المبادئ الأساسية للفلسفة الصينية في التطبيب والعلاج، مشيرة إلى أنها تقوم على إعطاء الأولوية كل الأولوية للمريض وأنها تركز على كل ما هو طبيعي وتتبع نظما وقائية تهدف إلى اتقاء المرض قبل حدوثه من خلال جملة من الممارسات الصحية والأنظمة الغذائية التي يتم نشر ثقافتها بين مختلف فئات المجتمع الصيني. وأضافت أن معظم المرضى الصينيين يفضلون العلاج باستخدام الأدوية الصينية وأن منهم نسبة ضئيلة جدا تفضل استخدام الطريقة الغربية في العلاج تشمل بصفة خاصة فئة الشباب والجيل الجديد الذي يفضل رؤية النتائج سريعا وبتكلفة أقل نظرا لأنها تكون أكثر وأوسع تغطية من طرف شركات التأمين، مشيرة إلى أن المستشفيات الجامعية التي تديرها جامعة بكين للطب الصينيتستخدم الطريقتين، الطريقة الغربية في التشخيص والطريقة الصينية في العلاج، ومنوِّهة إلى أن ذلك لا يعني انفتاحها على جميع أنواع الممارسات الطبية الحديثة وإنما اقتباس ما ينسجم منها مع الفلسفة الصينية في الطب ويكملها ويزيد نجاعتها في علاج المريض. وأضافت د. دانيينغ في هذا الصدد أن الجامعة سبق لها أن رفضت عروض شراكة مع مؤسسات طبية غربية نظرا لأنها لم تكن منسجمة مع الفلسفة والرؤية الصينيتين في العلاج. وعلَّق أ.د. عبد المنعم بلا، عضو وفد جامعة عجمان إلى الصين، بالقول إن رؤية د. سعيد سلمان متطابقة مع المقاربة الصينية من حيث التوليف والمزج بين أحسن الموجود والانفتاح على الآخرين والانطلاق من حيث انتهوا وتكييفه ومواءمته مع الظروف المحلية والبيئة الذاتية والإضافة إليه، وهو ما يجعل التجارب العلمية البشرية تتكامل وتتجامل وتنتج ما يعود بالنفع على البشرية بوجه عام. وردا على سؤال طرحه د. محمد عبد اللطيف، مدير مركز الطب التكميلي بجامعة عجمان، حول الإنجازات التي حققتها المؤسسات الصينية التي تعالج بالطب الصيني والتكميلي، قالت د. دانييغ إن استخدام الطب التكميلي والعلاج بالأعشاب في التعاطي مع كل أنواع الأمراض هو بحد ذاته إنجاز، مشيرة إلى أنه قبل المئة سنة الماضية كان العلاج بالوخز بالإبر الصينية هو الأكثر شيوعا وأنه كان يشمل عددا محدودا من الأمراض، أما الآن- تضيف د. دانيينغ- فإن عدد المرضى الذين يرتادون المستشفيات والعيادات التي تستخدم هذه الطرق التكميلية هو عدد هائل وفي تزايد مستمر بفضل النتائج الطيبة التي يحققها يوما بعد يوم. وتساءلت د. إيمان سلمان عن مدى تقبل الباحثين الصينيين لإدخال أنظمة علاج بديلة وتكميلية أخرى غير المستخدمة بالصين، فقال أحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة بكين للطب الصيني إنهم لا يمانعون البتة في إدخال طرق أخرى غير الطرق الصينية ما دامت ناجعة ومفيدة للمريض. وناقش الطرفان أيضا موضوع الصيدليات العشبية والتكميلية وتجربة الصين الناجحة في إقناع شركات التأمين بإلحاق الأدوية العشبية المثبت جودتها والمستخدمة في الطب التكميلي، حيث بيَّن أطباء من جامعة بكين للطب الصيني أن النجاح في ذلك مرده إلى نشر التوعية بمدى فاعلية هذه الأدوية التكميلية وإقبال المرضى على التداوي وطلب الشفاء من خلالها واقتناع شركات التأمين الصحية بفعاليتها نظرا لنجاعتها في شفاء وعلاج المرضى المستخدِمين لها. وقام وفد جامعة عجمان في ختام الزيارة بجولة على الصيدليات العشبية والتكميلية الصينية وعاينوا طوابير المرضى الذين يرتادونها ويفدون إليها، كما شاهدوا بعض العمليات الحية للعلاج بالطب الصيني في عيادات مجاورة لمجمع الصيدليات. وزار أعضاء فريق الطب التكميلي لجامعة عجمان أحد المستشفيات الجامعية الثلاثة التي تديرها جامعة بكين للطب الصيني ومجمع صيدليات الطب التكميلي الصيني واطلعوا على ما توفره من أدوية صينية وأخرى تمزج بين الطب الغربي والطب الصيني التكميلي، كما زاروا مخبر (متحف) الطب التكميلي وتلقوا شروحات عن معروضاته ومحتوياته التي شملت مختلف أنواع الأعشاب والحيوانات المستخدمة في العلاج بالطب الصيني. واتفق الطرفان في نهاية اللقاء على توقيع مذكرة تفاهم في مقر جامعة عجمان بالإمارات يقوم الطرفان على إثرها بتنظيم فعاليات مشتركة وتبادل المؤلفات والبحوث بين مركز الطب التكميلي بجامعة عجمان وجامعة بكين للطب الصيني وتدريب الطلبة والأطباء من جامعة عجمان في المستشفيات والعيادات والصيدليات العشبية بجامعة بكين للطب الصيني والإفادة من أشهر الممارسات الطبية الصينية المعتمدة عالميا مثل الوخز بالإبر الصينية وغيرها. وتبادل د. سمير بلوخ، رئيس وفد جامعة عجمان إلى الصين، المؤلفات والهدايا ثم أخذ أعضاء الطرفين صورة تذكارية جماعية.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربة المستخدم. باستخدامك هذا الموقع، فإنك توافق على شروط سياسة الخصوصية الخاصة بنا.