نظمت شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا من خلال إحدى أذرعها وكياناتها الفاعلة بجمهورية ألمانيا الاتحادية «الشركة الألمانية الإماراتية للتجارة والخدمات في برلين» برنامجا فكريا وثقافيا ببرلين تخللته محاضرة حول المخاطر والتحديات التي تواجه المسجد الأقصى والمدينة المقدسة. |
والتي ألقاها الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة، خطيب المسجد الأقصى النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس ووزير الأوقاف والشؤون الدينية سابقا وندوة (دور الأمة تجاه المخاطر التي تحيط بالقدس والمدينة المقدسة) وندوة (القدس تاريخ وحضارة) التي دشنها الدكتور سعيد سلمان رئيس شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا من جامعة برلين المفتوحة عبر تقنية الائتمار عن بعد. |
وشارك فيها ثلة من المتخصصين من بينهم المهندس رائف نجم، رئيس جمعية حماية القدس الشريف نائب رئيس لجنة إعمار المسجد الأقصى ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالأردن سابقا والمهندسة ريم عبد الغني، رئيسة مركز تريم للعمارة والتراث بدمشق والمهندس رشاد بوخش، رئيس قسم التراث المعماري ببلدية دبي، والأستاذ هارون الصويص، رئيس القسم العربي بإذاعة برلين من ألمانيا عبر تقنية الائتمار عن بعد. |
جدار الصمت |
وأكد معالي الدكتور سعيد سلمان أن إطلاق هذا البرنامج الحافل من مدينة برلين في هذا الوقت بالتحديد يحمل معه الكثير من الدلالات، فاحتفاء الأمة العربية بالقدس عاصمة للثقافة العربية لم يكن حائلا دون استمرار الصهاينة في تهويد مدينة القدس والتمادي في الاعتداء على أهلها وتهويد معالمها وتدمير أقدس أركانها وتكرار محاولات تدمير قواعد أقصاها. |
وإنما زادت وتيرة التدمير والتخريب ومحاولات المسخ التي يمارسها الصهاينة بشكل مستفز ومتواصل، ولعل آخر هذه الاعتداءات ضم الحرم الإبراهيمي بالخليل إلى قائمة المواقع الأثرية اليهودية! |
ولعل تنظيم هذه الفعاليات من برلين التي سقط حائطها منذ عقدين من الزمان يحمل في طياته إشارة ودعوة للعرب والمسلمين إلى إسقاط حائط الصمت الفولاذي العربي تجاه ما يعانيه القدس ومعالمه من تهويد وضم المزيد والمزيد من الأراضي والمقدسات الإسلامية بفلسطين، كما سقط جدار برلين. |
وأضاف إن هذه الفعاليات ما هي إلا تعبير عن خرق جدار الصمت من خلال مخاطبة العرب والمسلمين في الغرب بدءاً من برلين، حيث كان مرتادو مركز النور الإسلامي (في منطقة نويكولون) أول المخاطَبين من خلال خطبة جمعة، ألقاها سماحة الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة وتركت صدى طيباً في جنبات المسجد وكان لها الفضل في اكتظاظ قاعة مركز النور الإسلامي بالحاضرين في اليوم التالي الذي قدم فيه سماحته محاضرة بعنوان «المخاطر والتحديات التي تواجه المسجد الأقصى والمدينة المقدسة». |
الهوية الاسلامية |
وأوضح أن البرنامج الذي نظمته الجامعة لم يقتصر على أفراد الجالية العربية والمسلمة بألمانيا، بل خاطب أيضاً الشباب الألماني المسلم في اليوم الثالث بمركز النور الإسلامي ذاته حيث أكد المحاضران الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة والشيخ الدكتور محمد عبد الرزاق الصديق على أهمية أن يكون الشباب المسلم في الغرب خير سفراء للدين الإسلامي من حيث الخلق والمعاملات والالتزام بالقوانين والنظم مع التمسك بتعاليم الدين الإسلامي والحفاظ على هويتهم الإسلامية والعربية وعدم التفريط أو التقصير في الدفاع عن مقدساتهم. |
كما دعا المحاضران إلى الانخراط في ما أطلقته شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا من هيئات ومبادرات مثل هيئة رعاية أبناء المهاجرين والمغتربين من المسلمين والعرب بالغرب عبر الشركة الألمانية الإماراتية للتجارة والخدمات ومنظومة الاقتصاد الإسلامي في برلين وعلى رأسها البنك الإسلامي وكرسي القدس الشريف. |
ومن جانبه أكد الدكتور يوسف سلامة أن المشاركة بإيجابية في مثل هذه المبادرات هي الكفيلة بوضع لبنات حقيقية صلبة في المشروع النهضوي للأمة الذي يدعو إليه الدكتور سعيد عبد الله سلمان وبعض ممن يشاطرونه همّ الأمة العربية والإسلامية. |
كما ناشد الشيخ سلامة المسلمين في الغرب بضرورة المحافظة على تماسك الأسرة، وتعليم الأبناء القرآن الكريم واللغة العربية، وضرورة البعد عن الخلافات، وألا ينفصلوا عن مجتمعاتهم الإسلامية، ووجههم بضرورة إبراز الوجه المشرق للإسلام من خلال الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة مع الآخرين، هذا وشهد الوفد الزائر دخول أحد الشباب الألمان في الدين الإسلامي ولله الحمد، حيث لقنه الشيخ سلامة كلمة التوحيد وسط تعالي أصوات المصلين بالتكبير. |
الارتباط التاريخي |
وأكد سماحة الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة في خطبة له بمسجد المركز الإسلامي بحي فيدنج على الارتباط التاريخي والديني الذي يربط العرب والمسلمين بالقدس، مفيدا أنه ارتباط ثابت ولا يتزعزع، كيف لا والمسجد الأقصى وقدسه هي للعرب والمسلمين بقرار رباني نزل من فوق سبع سموات لا يلغيه أي قرار وضعي قد يصدر من هنا أو هناك. |
واستنكر سماحته الهجمة الشرسة التي تتعرض لها مدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك من قوات الاحتلال الإسرائيلي والصهاينة المتطرفين، كما بيَّن المخاطر التي تواجههما ومحاولات التهويد اليومية التي يقومون بها من خلال سحب هويات المقدسيين وهدم البيوت ومصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات وإعلان يهودية ما يسمى ب«إسرائيل» بالباطل. |
وأشار سماحته في هذه الخطبة إلى أن الأمة العربية والإسلامية مسئولة عما يحدث للقدس والأقصى من اعتداءات، وأكَّد أن مسؤولية حماية هذه المقدسات ملقاة على أفراد هذه الأمة ومؤسساتها داعيا إلى القيام بمبادرات عملية فعالة تتجسد على أرض الواقع مثل مبادرات شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بإنشاء كرسي القدس الشريف وطرح مساق «تاريخ القدس» مساقا جامعيا وإطلاق مركز البحوث المقدسية وموسوعة القدس. |
وهي محاضن للبحوث والإبداع لن تثمر إلا طيبا لو انخرط فيها الشباب العربي والمسلم بحماسة وإيجابية وشاركوا فيما يوازيها من مؤتمرات وندوات وفعاليات أخرى إسهاما في نشر المزيد من الوعي حول قضية القدس في البلاد العربية وأوروبا وغيرها وفضح الاعتداءات الإسرائيلية اليومية والجرائم الصهيونية المُغْرِقة في الغطرسة والإسفاف والمسخ والتزييف. |
وأكد الدكتور محمد عبد الرزاق الصديق في الخطبة الثانية «الموازية» بمسجد النور في برلين أهمية توحيد الجهود في الدعوة إلى الله فيما بين الأخوة المهاجرين من العرب والمسلمين في الغرب. |
وأن تنسيق وتضافر الجهود هو السبيل للنجاح في أداء مهمة الحفاظ على هويتنا الإسلامية العربية مع التأكيد على أهمية «أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن». |
عجمان ـ «البيان» |
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربة المستخدم. باستخدامك هذا الموقع، فإنك توافق على شروط سياسة الخصوصية الخاصة بنا.