سعيا إلى تعزيز بيئة الإبداع الطبية، نظمت كلية طب الأسنان بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع كلية طب الأسنان التابعة لكلية الجراحين الملكية بأيرلندا، الدورة الثانية من المؤتمر الدولي متعدد التخصصات "التميز العالي في العناية بالأسنان." وقد انطلق المؤتمر يوم السبت 23 أبريل الجاري بمركز الشيخ زايد للمؤتمرات والمعارض بالمقر الرئيسي للجامعة في عجمان، تحت رعاية معالي الدكتور سعيد عبد الله سلمان، رئيس الجامعة. وقد شارك في المؤتمر، الذي يحضا بدعم شعبة طب الأسنان في الجمعية الطبية الإماراتية، باحثون وأكاديميون وممارسون كبار، من مختلف تخصصات طب الأسنان، من أجل الاطلاع على جديد طب الأسنان وفروعه، وكذا أحدث الممارسات والتقنيات في العناية بالأسنان.
وقد بدأت وقائع حفل افتتاح المؤتمر بالسلام الوطني وتلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم، تلتها كلمة رئيس جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا التي ألقاها بالإنابة، سعادة ثامر سلمان، نائب رئيس الجامعة، رحب فيها بالمشاركين، وتمنى لهم الاستفادة من جلسات المؤتمر وورشه. وقد أشاد الدكتور سعيد سلمان بالإنجازات الكبيرة التي تحققت في الإمارات العربية المتحدة في ظرف وجيز بفضل القيادة الرشيدة والتوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي. كما أشاد بالرعاية الفائقة لصاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، التي حظيت بها جامعة عجمان منذ تأسيسها عام 1988.
"هذا المؤتمر يمثل منبرا جد مناسب لمهنيي طب الأسنان في المنطقة من أجل تبادل الأفكار، والاطلاع على آخر مستجدات التكنولوجيا في هذا المجال، وتعزيز روابط الزمالة والتعاون." قال الدكتور سعيد سلمان، مضيفا بأن المؤتمر ذو فائدة جمة لكلية طب الأسنان وهيئة بيئة الإبداع الطبية. "فورش العمل والعروض التي ستناقش خلال جلسات المؤتمر سيكون لها لا محالة وقع طيب في نفوس جميع منتسبينا العاملين أو الدارسين في التخصصات المتصلة بالصحة."
واسترسل الدكتور سعيد مبينا أن، "كلية طب الأسنان كانت هي الأولى على صعيد الإمارات التي طرحت برنامج طبيب في جراحة الأسنان معتمد من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سنة 1997. كما أن الكلية حصلت هذه السنة على اعتماد برنامج الماجستير في طب الأسنان الترميمي، لتكون بذلك ثاني اثنين من مؤسسات التعليم العالي التي تقدم تدريبا متميزا على هذا المستوى. وقد اشتهرت كليتنا بما تقدمه من تعليم عالي الجودة وعناية فائقة في مجال طب الأسنان، كما أنها معروفة بنشاطها المجتمعي المكثف، حيث أن الكلية قدمت خدمات صحية لأكثر من 120 ألف شخص منذ تأسيسها."
كما أوضح الدكتور سعيد سلمان بأن الجامعة، ضمن سعيها الحثيث نحو التميز، تولي كبير أهمية لبناء علاقات متينة مع مراكز التميز وبيوت الخبرة عبر العالم، مشيدا في هذا الصدد بالشراكة التي تجميع جامعة عجمان وكلية طب الأسنان بكلية الجراحين الملكية في أيرلندا. وحول هذه الشراكة، قال رئيس جامعة عجمان، "نحن نتقاسم نفس القيم ونفس المبادئ التي تحفزنا للسعي دائما إلى التميز." وقد أنهى رئيس الجامعة كلمته بشكر الضيوف والمشاركين والرعاة وكذا اللجنة التنظيمية، متمنيا لهم قضاء وقت مفيد وممتع طيلة أعمال المؤتمر.
وفي كلمة الأستاذ الدكتور عبد العظيم أحمد، المدير العام لهيئة بيئة الإبداع الطبية بجامعة عجمان، وهي المظلة التي يُنظم تحتها المؤتمر، قال بأن، "هيئة بيئة الإبداع الطبية هي نتاج بيئة الإبداع العامة التي تعمل جامعة عجمان على بلوغها، استنادا إلى أبعادها الثلاثة: التعليم، المعلومات، الاستثمار. وباعتبارها إطارا جامعا لمختلف الكيانات الطبية بالجامعة، فإن الهيئة تعمل كجهاز استشاري تسعى إلى إيجاد بيئة قادرة على منح خدمات صحية متكاملة تشمل أنشطة التوعية والوقاية والعلاج." كما عبر الدكتور عبد العظيم على أمله بأن يحقق المؤتمر الأهداف التي سطرها ويسهم في ترقية مهنة طب الأسنان في الدولة والمنطقة.
أما في كلمة الأستاذ الدكتور باتريك بيرن، نائب عميد كلية طب الأسنان بكلية الجراحين الملكية في أيرلندا، حيّى الدكتور باتريك حرص جامعة عجمان واهتمامها بتحقيق التميز في برامجها المطروحة، معبرا في الوقت ذاته عن اعتزازه بالشراكة التي تجمع بين المؤسستين. وقد قال الدكتور باتريك، "اليوم فإن طبيب الأسنان يواجه تحديات جديدة مع تزايد متطلبات المرضى الذين أصبحوا أكثر اطلاعا ووعيا في عصر تكنولوجيا المعلومات. ولا يمكن استيفاء هذه المتطلبات إلا بالتطوير المهني المنتظم والمستمر ومتابعة الدراسات العليا."
ثم تلاه الدكتور سالم أبو فناس، عميد كلية طب الأسنان بجامعة عجمان، الذي قال: "إن هذا المؤتمر الثاني سيسمح بتعزيز البحث وتمكين طلاب كلية طب الأسنان بجامعة عجمان من التفاعل مع خبراء دوليين في مجال طب الأسنان سواء المهنيين منهم أو الباحثين." وأضاف الدكتور أبو فناس بأن هذا الحدث يهدف كذلك إلى تمكين المشاركين من تبادل الأفكار والتجارب، وتبادل الدعم والمشورة والطموحات.
وقد حصل مؤتمر التميز العالي في العناية بالأسنان على اعتماد كل من الكلية الملكية للجراحين بأيرلندا (12 نقطة) ووزارة الصحة الإماراتية (12 نقطة)، وهيئة دبي للصحة (12 نقطة)، وقد ضم 3 ورش عمل و 8 جلسات، وأكثر من 20 بحثا.
وقبل بدء المؤتمر، أي يوم 22 أبريل، نظمت ورشة تطبيقية لفائدة المشاركين من أجل التعرف على بعض من أحدث الإجراءات والتقنيات المتبعة في تخصصات العناية بالفم والأسنان. ووفي اليوم الموالي افتتحت جلسات المؤتمر بورشة عمل قدمها الدكتور حسنين الخفاجي، من قسم طب الأسنان التحفظي بجامعة عجمان بعنوان: "السلامة في علاج العصب". وقد استعرض الدكتور حسنين الممارسات المتبعة في إصلاح وإعداد الأقنية وسبل الحد من حوادث الأدوات وتشويهات الأقنية. ثم قدمت الدكتورة فرانسيسكا بير، من مدرسة طب الأسنان في جامعة جنوى بالنمسا ورشة أخرى حول موضوع "علاج محيط السن بواسطة الليزر"، شرحت فيها الدكتورة بير الغاية من استخدام الليزر لعلاج محيط السن، وبينت المهارات الأساسية وإجراءات السلامة التي يجب على الممارسين إتقانها لتقليل مخاطر الليزر. أما الورشة الثالثة، التي قدمها الدكتور محمد نوشاد، من عيادة هوستون لجراحة الأسنان في المملكة المتحدة، فكانت حول موضوع "إعادة حشو العصب وريّه." تحدث فيها الدكتور نوشاد عن أسباب فشل علاج الأقنية الجذرية.
وقد ناقشت المحاضرات الـ18 عشر التي طرحت خلال جلسات العمل مواضيع مختلفة في مجال العناية بالفم والأسنان. ومن بين أبرز المحاضرين في هذه الجلسات كان هناك الدكتور جيرارد كليري، رئيس جمعية طب الأسنان الأيرلندية، الذي ألقى محاضرة بعنوان "التصفيح الخزفي: نصائح وأساليب"، تحدث فيها عن مختلف التطبيقات والتقنيات السريرية لعمليات الترميم بالتصفيح الخزفي. كما قدم الدكتور ريتشارد فان نورت، أستاذ طب الأسنان الترميمي بمدرسة طب الأسنان في جامعة شيفيلد في المملكة المتحدة، محاضرة حول موضوع "الخزفيات السنية: آفاق جديدة." وقد شرح الدكتور ريتشارد مختلف المقاربات المتبعة في استخدام السيراميك في طب الأسنان، موضحا التحديات التي تلاقي الباحثين في مجال الخزفيات السنية.
كما قدم الدكتور باتريك بيرن، نائب عميد كلية طب الأسنان بكلية الجراحين الملكية في أيرلندا، عرضا بعنوان "التصوير السريري في طب الأسنان." تحدث فيه عن مبادئ وتطبيقات وجدوى التصوير السريري بالنسبة للطاقم الطبي. ثم تلاه محاضرة للدكتور بوبو هوفميستير، رئيس قسم في مستشفى شاريتيه الجامعي بألمانيا، بعنوان "وضعية إجراءات الغرس وإعادة بناء الفكين والفم" التي عالج فيها تحديات إعادة بناء الفكين والفم والوجه باستخدام تعويضات سنية لتحقيق مكاسب وظيفية وجمالية لدى المريض. كما قدم الدكتور جون كرين، مدير المدرسة العليا للتعليم الطبي والسني بجامعة لانكاشير الوسطى في بريطانيا، محاضرة بعنوان "المشاكل الدوائية لدى مرضى الأسنان". وقد بين الدكتور كرين ضرورة مواكبة أطباء الأسنان للحالة الصحية العامة لمرضاهم والقدرة على التعرف على ما بهم من علل وعلاقتها بتخطيط العلاج والأثر المتوقع للعلاج السني على حالتهم الصحية.
وقد اختتم المؤتمر الثاني للتميز العالي في العناية بالأسنان يوم الأحد 24 أبريل بقراءة توصيات المؤتمر ونتائجه. وقد شكر المشاركون اللجنة المنظمة وجامعة عجمان على حسن تنظيم هذا الحدث، متمنين الاجتماع ثانية العام المقبل.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربة المستخدم. باستخدامك هذا الموقع، فإنك توافق على شروط سياسة الخصوصية الخاصة بنا.