باحث في كلية الطب بجامعة عجمان يحصد منحة "ثومبي الدولية للبحوث 2025" في مجال الطب التجديدي

حصل الدكتور إبراهيم الصيرفي، أستاذ مشارك ورئيس قسم العلوم الطبية الأساسية في كلية الطب بجامعة عجمان، على منحة "ثومبي الدولية للبحوث 2025" لتمويل مشروعه البحثي الذي يحمل عنوان:” دور مادتي فورينوستات وCID1067700 وهو مثبط لبروتين خلوي يُعرف باسم Rab7) في تجديد الجلد والتئام الجروح."(

ويُركّز المشروع على دراسة تأثير هاتين المادتين الدوائيتين على الخلايا الجذعية، بهدف معرفة مدى إمكانية تحفيزها للتحول إلى خلايا كيراتينية، وهي الخلايا المسؤولة عن تكوين الجلد. ويطمح الباحث من خلال هذا المشروع إلى المساهمة في تطوير حلول علاجية فعّالة ومبتكرة للجروح المزمنة.

وتشمل أهداف المشروع اختبار تأثير مادتي فورينوستات (Vorinostat) وCID1067700  على تحول الخلايا الجذعية إلى خلايا جلدية في المختبر، ودراسة الأثر الجيني المحتمل (السُمية الجينية) لهاتين المادتين خلال عملية التحول. كما يتضمن المشروع تجربة المادة الأكثر فعالية على نموذج لجروح الجلد في فئران Sprague Dawley، وتحليل السمية والآثار الجانبية للعلاج على النموذج الحيواني.

أثر طبي ومجتمعي واعد

تُعد الجروح المزمنة، وخاصة الناتجة عن مرض السكري أو الحروق أو القصور الوريدي، من التحديات الصحية العالمية الكبرى، حيث تؤدي غالباً إلى مضاعفات خطيرة مثل العدوى، والبتر، وانخفاض جودة الحياة. ويسعى هذا المشروع إلى تطوير حلول علاجية مبتكرة من خلال استخدام محفزات جينية لتعزيز تمايز الخلايا الجذعية إلى خلايا كيراتينية، مما قد يُحدث نقلة نوعية في علاجات التئام الجروح.

ويشمل ذلك تطوير ترقيع جلدي مخصص لكل مريض وعلاج موضعي يمكن أن يُشكل بديلاً آمناً وفعالاً وسهل الوصول إليه للمرضى الذين يعانون من جروح لا تلتئم، مما يقلل الاعتماد على العلاجات التقليدية مثل ترقيع الجلد من مواقع مانحة، والتي قد تسبب مضاعفات إضافية.

آفاق في الطب الشخصي والتجديدي

يفتح هذا المشروع آفاقًا واسعة لتطبيقات سريرية متقدمة، من أبرزها إنتاج ترقيع جلدي ذاتي يقلّل من خطر الرفض المناعي، وتطوير تركيبة دوائية موضعية تحتوي على مادتي فورينوستات أو CID1067700 لعلاج الجروح المزمنة دون الحاجة إلى تدخل جراحي. وفي حال أثبتت هذه العلاجات فعاليتها في التجارب السريرية، يمكن اعتمادها ضمن بروتوكولات الرعاية الطبية للمرضى المصابين بجروح ناتجة عن مرض السكري، أو الحروق أو القصور الوريدي أو إصابات الجلد الناتجة عن الحوادث.

ويمثل المشروع خطوة رائدة في مجال الطب التجديدي من خلال استخدام محفزات جينية في تجديد الجلد، مما يعزز الفهم العلمي لآليات التئام الجروح على المستوى الجزيئي. ومن المتوقع أن تقود نتائجه إلى تجارب سريرية أوسع، بالتعاون مع جامعة الخليج الطبية، وجامعة عجمان، وجامعة لينشوبينغ في السويد، بما يُسهم في تسريع اعتماد هذه الابتكارات وتطبيقها العملي ضمن أنظمة الرعاية الصحية.

التزام بحثي مستدام

ويعكس هذا الإنجاز التزام جامعة عجمان الراسخ، كمؤسسة تعليمية غير ربحية، بدعم البحث العلمي والابتكار من خلال توفير بيئة بحثية متكاملة، وتشجيع أعضاء هيئة التدريس على تنفيذ أبحاث ذات أثر علمي ومجتمعي. وتحرص الجامعة على تعزيز الشراكات البحثية مع مؤسسات محلية ودولية مرموقة، بما يسهم في تطوير حلول متقدمة لمواجهة التحديات الصحية والمجتمعية، وترسيخ مكانتها كمركز أكاديمي وبحثي رائد على مستوى المنطقة، انطلاقًا من رؤيتها في الاستثمار في المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة وخدمة المجتمع.